هذا الموقع هو مساحة آمنة للمتضررين.
لن يتم تخزين أي بيانات شخصية أو نقلها إلى طرف ثالث.
نود أن نقدم الدعم للأشخاص المتأثرين بهذا التصرف، وأن نزودهم بالطرق التي يمكن أن تساعدهم على التعايش معه.
اقرأ بعناية الخطاب المرفق لامرأة عانت من الاعتداء الجنسي الدائم في فترة طفولتها.
يُرجى تخصيص بعض الوقت في التفكير في شعور الضحية بعد الاعتداء الجنسي مباشرةً (عواقب قصيرة المدى). ما شعور الضحية بعد مرور أسابيع / شهور / سنوات على الاعتداء (عواقب طويلة المدى)؟
هل توجد فروق بين العواقب قصيرة المدى وطويلة المدى؟
هل تسطيع ان تجد صله بينك و بين الضحيه او الجاني او تقف مع اي منهم؟
أنا فتاة تبلغ من العمر 19 عامًا، وأنا أحد ضحايا جرائم الاعتداء الجنسي على الأطفال واستغلال الأطفال في المواد الإباحية. ما زلت في مرحلة اكتشاف الأضرار التي لحقت بي وبحياتي من الاعتداء والاستغلال الجنسي، ودمرت سنوات الطفولة والمراهقة والبلوغ المبكر التي يستحق أن يعيشها الجميع بشكل طبيعي.
في البداية جعلني أشاهد الأفلام الإباحية، ثم بدأ في ممارسة هذه الأفعال معي. أتذكر أنه وضع إصبعه في منطقة المهبل، وقد ألمني ذلك كثيرًا. وأتذكر أنه حاول ممارسة الجنس معي وقد ألمني ذلك أكثر بكثير. أتذكر أنني أخبرته أنني أتألم. وأتذكر أني لم أكن أرتدي ملابسي أو كان يجعلني أحيانًا أرتدي الملابس الداخلية النسائية أثناء الوقت ألذي أمضيه معه. أنا أتذكر الصور جيدًا. وبعد الانتهاء من الاعتداء عليّ، كان يصطحبني لشراء وجبتي الخفيفة المفضّلة لحم البقر المقدد. وعندما أتناول اللحم البقري المقدد الآن لا زلت أشعر بالذعر والذنب والخزي. يبدو الأمر وكأنني لا أستطيع نسيان ما حدث لي. في ذلك الوقت كنت في حيرة من أمري وعرفت أن ما يحدث ليس طبيعيًا ولم يعجبني، ولكني كنت أرى أنه يجب ألا أخبر أحدًا بأي من أفعال عمي المسيئة الذي قال إنه يحبني واشترى لي الأشياء التي أحبها. كان يسمح لي عمي بركوب دراجته النارية. واتخذت قرارًا الآن أنني لن أركب دراجة نارية. إن الذكريات مزعجة للغاية. هناك كثير من الذكريات لا يمكنني تذكرها، ولكنني الآن لا أستطيع أن أنساها لأن الصور المثيرة للاشمئزاز التي تظهر الممارسات المشينة التي ارتكبها معي لا تزال موجودة على الإنترنت. تدربت لفترة طويلة على مسح الذكريات المزعجة من ذهني. ولكن التفكير في الأمر لا يزال مؤلمًا حقًا. وفي بعض الأحيان، أدخل في نوبات تحديق عندما أفكر فيما حدث ولا أعير أي اهتمام بما يحدث حولي.
أنا أعيش يوميًا في خوف دائم من أن يرى أحد صوري ويتعرّف عليّ، ومن ثم أتعرض للإذلال مرة أخرى. يؤلمني أن أعرف أن شخصًا ما يشاهد صوري وينظر إليّ عندما كنت مجرد فتاة صغيرة تتعرض للاعتداء أمام الكاميرا. لم أختر هذا الطريق، ولكن الحقيقة أنني ما زلت أظهر في الصور التي يستخدمها الناس لارتكاب أفعال مشينة. أريد محوها كلها، وأريد أن يتوقف تداولها، ولكنني عاجزة عن ذلك تمامًا مثلما كنت عاجزةً عن إيقاف عمي. عندما اكتشفوا ما فعله عمي لأول مرة، ذهبت لتلقّي العلاج واعتقدت أنني تجاوزت هذا الأمر. كنت مخطئة جدًا. لقد أصبح فهمي الكامل لما حدث لي أكثر وضوحًا كلما تقدم بي العمر، وأصبحت حياتي ومشاعري أسوأ الآن لأن الجريمة لم ولن تتوقف أبدًا. يصعب جدًا وصف ما أشعر به عندما أعرف أن هناك شخصًا في أي لحظة وفي أي مكان سينظر إلى صوري وأنا فتاة صغيرة تتعرض للاعتداء من عمها، ويستمتع بمشاهدة هذه المواد الإباحية. يجعلني هذا التفكير أشعر بأني أتعرض للاعتداء مرارًا وتكرارًا. وأجد نفسي لا أستطيع القيام بالأشياء البسيطة التي يقوم بها المراهقون الآخرون بسهولة. ليس لدي رخصة قيادة. وفي كل مرة أقول أنني سأفعل ذلك، لا أفعل. لا أستطيع التخطيط جيدًا. أشعر وكأن عقلي يطير عندما أفكر في المضي قدمًا في حياتي. لقد كنت أحاول الحصول على وظيفة، ولكنني ما زلت أتجنب ذلك. النسيان هو أفضل ما أجيد فعله منذ أن أُجبرت كفتاة صغيرة على عيش حياة مزدوجة و"نسيان" ما كان يحدث لي. وقبل أن أدرك ذلك، كنت لا أذهب إلى مقابلات العمل أو غيرها من الخطوات التي ستساعدني في الحصول على وظيفة. أحيانًا تذكرني بعض المواقف بالاعتداء، ولا أدرك ذلك إلا بعد فوات الأوان. على سبيل المثال، لقد رسبت في مادة علم التشريح في المدرسة الثانوية. أنا ببساطة لا أستطيع التفكير في الجسد بسبب ما حدث لي. وقد تكرر الموقف نفسه في الجامعة. لقد حضرت محاضرة علم النفس شاهدنا فيها فيديو حول الاعتداء على الأطفال. ودون أن أدرك السبب، فقد توقفت عن حضور هذه المحاضرات. لقد رسبت في عامي الأول في الجامعة وعدت إلى بلدي. لم يكن من السهل أبدًا حجب مشاعري وتجنب ما يقلق راحتي. لا أعرف متى سأكون مستعدةً للعودة إلى الكلية لأن لدي مشكلات كبيرة في تجنب الأمور التي تقلقني أو تذكرني بالاعتداء. أخشى دائمًا أن ينظر الناس لي ويقولون أنني ضحية اعتداء جنسي لأن الاعتداء الذي تعرضت له أصبح متاحًا أمام الجميع. وأشعر بالقلق عندما يتصفح أصدقائي الإنترنت ويشاهدون صوري، وتأثير ذلك عليّ وإحساسي بالخجل والخزي.
أشعر بالخجل والعار لوجود صوري مع عمي في هذه الأوضاع المشينة. أشعر بأن نظرات الناس وكلامهم يحاصرني في كل مكان. هل أنا من الأشخاص الذين يفعلون هذا؟ هل هناك شيء خاطئ يحدث معي؟ هل هناك ما يُثير القرف والاشمئزاز في شخصيتي؟
أشعر بالحرج من إخبار أي شخص بالاعتداء الذي حدث لي لأنني أخشى أن يصدروا أحكامهم عليّ ويلوموني على ذلك. أنا أعيش في بلدة صغيرة وأعتقد أنه إذا علم شخص واحد ما حدث، فحتمًا سينتشر الخبر بين الجميع. أنا أترقب خوفًا اليوم الذي يرى فيه أي شخص تلك الصور البشعة ويتفشى "السر". وأشعر أنا حياتي كلها معلّقة على هذا اليوم، ولا يسعني سوى انتظاره. وأدرك أن هذه الصورة المريعة ستظل موجودة للأبد ليراها الجميع.
كنت أعاني من كوابيس وأحلام مزعجة لفترة طويلة جدًا. كنت أستيقظ من نومي وأنا أتعرق وأبكي، ثم أذهب إلى والديّ للشعور بالراحة والطمأنينة. ولا زالت تراودني ذكريات الماضي المؤلمة أحيانًا. هناك بعض الأفكار تدور في رأسي عبارة عن ذكريات لاعتداءات عمي. وعلى إثرها تبدأ دقات قلبي في التسارع وأبدأ في التعرق وتتجسد صورة أقوى في رأسي، ولا بد من ترك الموقف الذي أتواجد فيه. ويتردد في الخلفية صوت عمي وهو يقول لي، "لا تخبري أحدًا، لا تخبري أحدًا، لا تخبري أحدًا". ويصبح الأمر أسوأ بمجرد التفكير ومعرفة أن صور الاعتداء لا تزال موجودة. كل ما يدور في ذهني أنني لن أستطيع التخلص من التفكير في هذه الاعتداءات أبدًا. وبسبب الكوابيس المزعجة التي تراودني، أجد صعوبة في النوم عندما يحل الظلام، وأفضل إبقاء المصابيح مضائه اعتقادًا مني أنها ستحميني من هذه الكوابيس. أكره مشاهدة أفلام الرعب، وأحيانًا تراودني الكوابيس لعدة أيام.
أحيانًا يكون لدي مخاوف غير مبررة تمنعني من الاستمتاع ببعض الأشياء التي تسعد الأطفال الآخرين. طلبت مني صديقتي ذات مرة أن أذهب معها ومع عمها إلى مدينة ملاهي. ولم أستطع الابتعاد عن التفكير في أنني سأتعرض للاعتداء. وفي النهاية لم أستطع الذهاب إلى الملاهي. ظللت أسأل نفسي إذا كان عم صديقتي قد شاهد صوري المسيئة. هل يعرفني؟ هل كان يعلم ماذا فعلت؟ هل لهذا دعاني إلى الذهاب لمدينة الملاهي؟
الثقة أصبحت من أصعب الأمور بالنسبة لي، وفي كثير من الأحيان لا أشعر بالارتياح تجاه الناس. اضطررت ذات مرة إلى ترك وظيفة نادلة لأني اعتقدت أن هناك رجلاً يحدق بي باستمرار. لم أستطع التوقف عن التفكير في سؤال نفسي إذا كان هذا الرجل قد عرفني أو شاهد صوري في مكان ما. كنت ببساطة غير مرتاح للغاية لمواصلة العمل هناك. أجد صعوبة في قول "لا" منذ أن علمت في سن مبكرة أنني لا أستطيع السيطرة على ما يحدث لي. أحاول أن أتدرب على المواجهة وقول "لا" لأن ذلك سيصد أذى من يحاول إصابتي بسوء. وبسبب رشوة عمي لي لتصوير ممارسات جنسية معي أمام الكاميرا، أصبحت أجد صعوبة في تلقي الهدايا من أي شخص. وأشعر دائمًا أن لهذه الهدية مقابل يتوقع الشخص مني رده. وهذا الأمر يؤثر سلبًا على علاقتي مع أصدقائي.
أريد أن أنجب أطفالًا يومًا ما، ولكن التفكير في الحفاظ على سلامتهم يخيفني بشدة. بمن يمكنني أن أثق؟ المعلم / المعلمة؟ المدرب / المدربة؟ لا أعرف إذا كان بإمكاني الوثوق بأي شخص مع أطفالي. وماذا يحدث لو رأى أطفالي وأصدقائهم صوري على الإنترنت؟ كيف يمكنني أن أشرح لهم ما حدث لي؟
أنا في حيرة من أمري حول مفهوم الحب. لقد قال لي عمي إنه أحبني وأنا أردت هذا الحب، ولكني أعرف الآن أن ما فعله بي ليس حبًا. كيف سأكون قادرةً على التفريق بين الحب الحقيقي والزائف أو أن شخصًا آخر يحاول استغلالي؟
الحقيقة القبيحة أنه يتم استغلالي في كل يوم وليلة في مكان ما في العالم عند مشاهدة صوري على الإنترنت. كيف يمكنني التغلب على هذه المشكلة مع العِلم أن هذه الجريمة التي تُرتكب في حقي لن تتوقف أبدًا؟ وكيف أستطيع مقاومة هذا الإحساس الصعب رغم استمرار وجود صور الاعتداء الذي تعرضت له على الإنترنت إلى الأبد ويشاهدها المرضى ويستمتعون بها؟
وترعبني فكرة أن هناك أطفال آخرين ربما يتعرضون للاعتداءات بسبب صوري. هل سيعرض شخص ما صوري على الأطفال الآخرين كما فعل عمي لي ثم يخبرهم ماذا يفعلون؟ هل يراني هؤلاء الأطفال ويعتقدون أنه من الطبيعي أن يرتكبوا الأفعال نفسها؟ هل سيرى شخص مريض صورتي ثم ترد إلى ذهنه فكرة أن يكرر هذه الممارسات مع فتاة صغيرة أخرى؟ هذه الأفكار تصيبني بالحزن والخوف.
ألوم نفسي كثيرًا على ما حدث. أعلم أنني كنت صغيرة جدًا، ولكن لماذا لم أدرك خطورة هذه الممارسات؟ لماذا لم أوقف عمي؟ ربما إذا كنت قد استطعت إيقافه، فلن يكون هناك الكثير من الصور التي لا يمكنني محوها. أشعر الآن أنه يجب أن أتعايش مع الموقف إلى الأبد وأن هذا كله خطئي.
أشعر أنني لا أستحق أي شيء وإنسانة فاشلة. ما الذي كنت أجيده باستثناء أن يستغلني الآخرون مرارًا وتكرارً؟ هذا أحد أسباب عدم حصول على وظيفة أو الاستمرار في دراستي. لقد سئمت من أن أحبط نفسي. لقد أصابتني بالفعل خيبة أمل تكفي حياتي كلها ولا أريد المزيد من الفشل، وهذا يذكرني بكل المشاعر المزعجة والإحساس بالعار نتيجة الاستغلال والاعتداء.
أحيانًا أتعمد الإفراط في شرب الكحوليات في محاولة مني لنسيان هذه التجربة الأليمة. أعرف أن هذا ليس حلاً، ولكن أحتاج إلى أن تختفي مشاعر الغضب والخزي التي تلازمني طوال الوقت ولو لبرهة.
أشعر أنه كان علي دائمًا أن أعيش حياة مزدوجة، حيث كان يجب أن أكذب في البداية بشأن أفعال عمي المشينة، ثم أتصرف وكأن شيء لم يحدث لأنه الموقف كان محرجًا للغاية. والآن أصبحت أعلم أن "صورتي في الطفولة" يشاهدها معتدون آخرون على الإنترنت. لا أريد أن يتم استغلالي على هذا النحو، ولكن الأمر ليس بيدي. أتمنى أن أعود بالزمن إلى الوراء وأمنع عمي من التقاط تلك الصور، لكن لا يمكنني ذلك.
ورغم خوفي كضحية من التعرض للاعتداء أو الاستغلال مرة أخرى لأنني أدلي بهذه التصريحات، فأنا أريد من المحكمة والقاضي أن يعرفوني عن كثب ويعرفون ما عانيت منه وكيف تبدو حياتي. ما حدث لي لم ينتهِ، ولن ينتهي. أنا ضحية حقيقية لاستغلال الأطفال في المواد الإباحية وهذا يؤثر عليّ يوميًا وفي كل مكان أذهب إليه.